الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
كتاب الروض المربع الجزء الأول
129373 مشاهدة print word pdf
line-top
الصلاة على الغائب

ويصلي على غائب عن البلد ولو دون مسافة قصر فتجوز صلاة الإمام والآحاد عليه بالنية إلى شهر لصلاته -عليه الصلاة والسلام- على النجاشي كما في المتفق عليه عن جابر وكذا غريق وأسير ونحوهما.


يقول: اختلف في الصلاة على الغائب، هل يجوز أن يصلي عليه الأفراد؟ وهل يجوز أن يصلى على آحاد الناس إذا ماتوا وهم غائبون صلاة الغائب؟ في ذلك خلاف للفقهاء كما سمعنا أجازوا أن يصلي على كل ميت لم يتمكن من الصلاة عليه لبعده فيصلي عليه بالنية، أو يجتمع اثنان أو جماعة ويصلون عليه بالنية سواء كان عالما أو جاهلا أو ذكرا أو أنثى أو صغيرا أو كبيرا أو.. يعني أنه مسلم تمت فيه الشروط.
مات مثلا في بلاد بعيدة ودُفن فيها, وهم لا يستطيعون الوصول إليه صلوا عليه بالنية، هذا هو الذي اختاره كثير من الفقهاء. وذهب آخرون إلى أنه لا يصلى إلا على أفراد الناس كالعلماء الأكابر، وكذلك العُبَّاد المشهورون، والملوك العادلون، ونحوهم يصلى عليهم وينوون صلاة الغائب, يستحضر أنه بين يديه فيصلي عليه بالنية، أو يجتمعون ويصلون عليه بالنية، هكذا ذهب بعض الفقهاء.
وبعضهم أنكر الصلاة على الغائب مطلقا ؛ لأنه لم يُفعل في حياة الصحابة، ولم ينقل إلا صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- على النجاشي وقد مات كثير من الصحابة خارج المدينة ولم يصلِّ عليهم وكذلك لم يصلِّ صحابته على من مات وليس عندهم، فدل على أنه ليس بمشروع، وهؤلاء اعتذروا عن صلاته على النجاشي بأن النجاشي لم يُصلَّ عليه؛ لأنه مات في بلاد أهلها نصارى فلم يُصلَّ عليه، فأمر بأن يصلي عليه المسلمون.
وقيل: إنه يُصَلَّى على من كان شبيها بالنجاشي يعني في كونه قائدا وملكا من الملوك ومنصفا، وكذلك ليكون ممن نفع المسلمين كما فعل النجاشي فعلى هذا لا يصلى إلا على المشهورين من العلماء والملوك ونحوهم، أو على العباد المنقطعين للعبادة والبارزين فيها. لكن إذا عملنا بالقول الثاني وصلينا على كل أحد غائب جاز ذلك على القول الثاني.
أما تحديد المدة سمعنا أنه لا يصلى عليه إلا لمدة شهر, فبعده لا يصلى عليه، كذلك قالوا أيضا في القبر، ولكن لعل الأقرب أنه لا مانع من أن يصلي عليه إذا علم ولو بعد سنة أو سنوات, فيصلي عليه بالنية. نعم.

line-bottom